×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

إلاَّ بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والموت على عقيدة التَّوحيد الخالص، والسلامة من الشرك: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ لاَ يَدْعُو لله نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّة، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو للهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» ([1]).

«لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا» أي: لا ينفعكم أني منكم، وأنتم قبيلتي، هذا لا ينفعكم عند الله شيئًا.

وفي هذا دليل على بُطلان التعلق على الأشخاص، والتعلق على الأولياء والصالحين، واعتقاد أنهم يقرِّبون إلى الله زُلفى، كما يفعله المشركون قديمًا وحديثًا، الذين يتعلقون على الأولياء والصالحين، ويعتقدون أنهم يشفعون لهم عند الله، وأنهم يتوسَّطون لهم عند الله، ويتقرَّبون إلى الأولياء والصالحين بالذبح، والنذر، والاستغاثة، والاستعاذة، والدعاء، كما قال الله - سبحانه -: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ ِ [يونس: 18]، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، هذا زعمهم.

ولا يزال هذا عند بعض الناس إلى اليوم، هناك طوائف كثيرة من عُبَّاد القبور، والصوفية، وغيرهم يعتقدون أن الأولياء والسادة أنهم يُكْفونهم المؤنة، ويذهبون إلى أضرحتهم، ويتمسحون بها، ويذبحون عندها، وينذرون لها، ويهتفون بأسمائهم ويظنون أن هذا ينفعهم عند الله - تعالى - وفي هذا الحديث وغيره ردٌّ على هؤلاء؛ لأنَّه إذا كان


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4227).