الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق،
وأقرب الخلق إلى الله، وأكرمهم على الله يقول لعشيرته وأقاربه: «لاَ أُغْنِي
عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا» فكيف يتعلق الناس على المخلوقين؟.
فالواجب أن يتعلق الناس بربهم سبحانه وتعالى وأن يتقربوا إليه بالطاعة والعبادة، ويُخلصوا له التَّوحيد، هذا هو طريق النجاة، أما التعلق على المخلوقين، ولو كانوا أنبياء أو صالحين أو أولياء، فإنهم لا ينفعون من تعلق بهم، وتوسل بهم، أو بجاههم أو بحقهم، هذا كله باطل، وتعبٌ بلا فائدة، بل هو ضلالة، وقد صرَّح الله جل وعلا في القرآن بهذا، حينما قال لنبيه: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأعراف: 188]، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا ٢ قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا ٢ إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ٢٣﴾ [الجن: 21- 23]، هذا صريح لا يحتاج إلى كثير تأمُّل؛ لأنَّه واضح من الكتاب والسنَّة، ولكن الشيطان سَوَّل لهم وأملى لهم، اتبعوا العوائد، واتبعوا وقلَّدوا أهل الضلال، ومشوا على طريقهم، وتركوا الكتاب والسنَّة والله جل وعلا قريب مجيب، لا يحتاج إلى من يبلُّغه عن خلقه، هو سبحانه وتعالى قريب مجيب: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، «يَنْزِلُ ربنا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرِ،