×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

يَا عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا.

يا صفيةُ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ أُغنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا.

****

 فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مَنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتَوبَ عَلَيْهِ؟» ([1])، لم يقل لنا قدِّموا حوائجكم إلى الأولياء والوسائط، وهم يقدِّمونها لي، بل إنه - سبحانه - هو الذي تكفَّل بالإجابة، وطلب من عباده أن يتقرَّبوا إليه، وأن يدعوه، وأن يستغفروه، وأن يسألوه، لماذا يذهب المخلوق إلى غير الله سبحانه وتعالى ؟ هذا من غرور الشيطان، نسأل الله العافية والسلامة، الحق واضح - ولله الحمد -، ما فيه خفاء، لو أن الناس سَلِمُوا من دعاة الضلال، ومن المخرفين، ومن الدجالين، لو أن الناس استعملوا عقولهم وبصائرهم، وأقبلوا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوجدوا الحق واضحًا لا خفاء فيه.

فقوله: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا» عمَّم صلى الله عليه وسلم في الإنذار لجميع قريش، وجميع بطونها، وجميع أفخاذها وقبائلها.

ثم خص صلى الله عليه وسلم الأقربين إليه، فقال: «يَا عَبَّاسُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا» العبَّاس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا كان لا يُغني عن عمه شيئًا، فكيف يغني عن غيره؟، وإذا كان أبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا، ولكنه أبى أن يدخل في الإسلام، واستمر على الشرك وآذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنزل الله فيه سورة تُقرأ إلى يوم القيامة: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ [المسد: 1]، التَّبْ هو:


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (10321)، والدارمي رقم (1480)، وأحمد رقم (16793).