نعم، اختلفوا في قول
التابعي: هل يفسر به القرآن؟، منهم من يرى ذلك، فيكون وجهًا خامسًا؛ لأن التابعي
له خاصية؛ لأنَّه تتلمذ على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فله ميزة على غيره
ممن تتلمذ على غير الصحابة.
أما تفسير القرآن
بغير هذه الوجوه فلا يجوز؛ لأنه قول على الله بلا علم، فالذين يفسرون القرآن
بالنظريَّات الحديثة - أو ما يسمونه بالعلم الحديث - فهذا خطأ، وهذا قول على الله
بلا علم، فالنظريَّات هذه عمل بشر، تصدق وتكذب، وكثير منها يكذب، ويأتي نظرية أخرى
تبطل هذه النظرية السابقة، مثل: ما عند الأطباء، ومثل: ما عند الفلاسفة؛ لأنَّه
عمل بشر، فالنظريَّات الحديثة لا يفسر بها كلام رب العالمين، ولا يقال: هذا من
الإعجاز العلمي - كما يسمونه - هذا ليس بإعجاز علمي أبدًا، كلام الله يُصان عن
نظريَّات البشر، وعن أقوال البشر، لأن هذه النظريَّات تضطرب ويكذب بعضها بعضًا،
فهل يفسَّر كلام ربنا بنظريَّات مضطربة؟، هذا باطل ولا يجوز، ويجب رفض هذا
التفسير، والاقتصار على الوجوه الأربعة - أو الخمسة - التي نصَّ عليها أهل العلم،
كما ذكرها ابن كثير رحمه الله في أول التفسير.
الفائدة الثانية: إثبات صفات الله
سبحانه وتعالى فقد أثبت في هذا الحديث علو الله على خلقه، وأنه في السماء سبحانه
وتعالى وأثبت أن الله يتكلم بكلام يُسمع، تسمعه الملائكة وترتعد عند سماعه.
الفائدة الثالثة: وهي التي عقد المصنف رحمه الله بهذا الباب من أجلها: بطلان التعلق على الملائكة، عكس ما كان عليه أهل الجاهلية من عبادة