×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

الملائكة، واعتقاد أنهم بنات الله، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

ففي هذا بطلان الشرك؛ لأنه إذا بطلت عبادة الملائكة وهم من هم في القوة والمكانة عند الله والقرب من الله، إذا بطلتْ عبادتهم والتعلق عليهم وطلب الحوائج منهم فلأن يبطل ذلك في حق غيرهم من باب أولى، فالذين يتعلقون على القبور وعلى الأضرحة وعلى الأشجار والأحجار، ويتبركون بها، كل هذا باطل؛ لأن هذه مخلوقات ليس لها من الأمر شيء، مسخرة ليس لها من الأمر شيء، إنما التعلق يكون بالله عز وجل والتوكل على الله؛ لأن الملائكة مفتقرون إلى الله، وكل المخلوقات مفتقرة إلى الله سبحانه وتعالى وهو الغني الحميد، هو غني عن غيره، وأما غيره فهم فقراء إليه سبحانه وتعالى.

الفائدة الرابعة: في الحديث إثبات استراق السمع، وأن الشياطين قد يسترقون السمع، وهذا كان في الجاهلية كثيرًا، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم حُرست السماء بالشُّهب، وقلَّ استراق السمع، قال بعضهم لبعض: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِ [الجن: 9] يعني: هذا في الجاهلية، ﴿فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ [الجن: 9] يعني: بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا ٩  وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا ١٠ [الجن: 9 - 10].

الفائدة الخامسة: فيه بُطلان السحر والكِهانة، وأن مصدرهما واحد، وهو التلقي عن الشياطين، فلا يُقبل السحر، ولا خبر الساحر، ولا تُقبل الكِهانة ولا خبر الكاهن؛ لأن مصدرها باطل، وقد جاء في الحديث:


الشرح