×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبِعينَ يَومًا» ([1]) وفي الحديث الآخر: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([2]) فهذا فيه بطلان السحر والكِهانة، وأنه لا يجوز تصديق السحرة، ولا تصديق الكُهَّان، ولا الذهاب إليهم، لكن في وقتنا الحاضر السحرة والكهان خرجوا على الناس باسم أطباء ومعالجين، وفتحوا محلات، يعالجون فيها المرضى بالسحر والكِهانة، لكن لا يقولون: هذا سحر، ولا يقولون: هذه كِهانة، بل يُظهرون أنهم يعالجون النَّاس بأمور مباحة، ويذكرون الله عند الناس، وقد يقرؤون شيئًا من القرآن من أجل التلبيس، ولكن في الخفاء يقول للمريض اذبح شاة على صفة كذا وكذا، ولا تأكل منها، خذ من دمها واعمل كذا وكذا، أو اذبح ديكًا أو دجاجة، يصفه بأوصاف، ويقول له: ولا تذكر اسم الله عليه، أو يسأله عن اسم أمه واسم أبيه، أو يأخذ ثوبه وطاقيته من أجل أن يسأل عملاءه من الشياطين؛ لأن الشياطين يخبر بعضهم بعضًا، ثمَّ يقول الساحر أو الكاهن -: فلان هو الذي سحرك، وهو كله تدجيل، والواجب على المسلمين أن يتنبهوا لهذا، وأن يحذروا هؤلاء المشعوذين والدجالين الذين يفسدون عقائد الناس، ويأكلون أموالهم بالباطل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2230).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (9536)، والحاكم رقم (15)، والطبراني في «الكبير» رقم (10005).