×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 الفائدة السادسة: ذكرها الشَّيخ رحمه الله في قوله: «قَبُولُ النُّفُوسِ للباطِلِ، كيفَ يتعلَّقونَ بِواحدةِ ولا يَعتَبِرونَ بِمِائَةِ؟») بحيث تُقبل مائة كذبة بسبب كلمة واحدة من الحق، فالنفوس تقبل الباطل، حيث إنها تقبل مائة كذبة بسبب كلمة واحدة من الحق، وهذا فيه: التحذير من لبس الحق بالباطل، وأن لا نغتر بمن يلبس علينا، يأتي لنا بأشياء من الحق، ويدخل تحتها كثيرًا من الباطل والخداع، والواجب على المؤمن أن يكون كَيِّسًا فطنًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ» ([1]) ويقول صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» ([2])، فالمؤمن لا يتسرع بقبول الأقوال أو المذاهب أو المناهج حتى يفحصها تمامًا، وكيف يفحصها؟ يعرضها على الكتاب والسنَّة إن كان يعرف، وإن كان لا يعرف يسأل عنها أهل العلم وأهل البصيرة، حتى يميزوا له الصحيح من السقيم، هذا واجب علينا جميعًا أننا لا ننخدع بالدعايات المُزَوَّقَة والمستورة والمغلَّفة بشيء من المحسّنات حتى نَسْبُرَ غَوْرَها، وَنَخْبُرَ ما بداخلها إن كنا نستطيع ذلك فالحمد لله، وإلَّا فإننا نسأل أهل العلم وأهل البصيرة الذين يميِّزون بين الحق والباطل.


الشرح

([1])  أخرجه: القضاعي في مسند «الشهاب» رقم (128)، وأبي الشيخ في «العظمة» رقم (258).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5782)، ومسلم رقم (2998).