×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وعن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُوحِيَ بِالأَْمْرِ؛ تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ، أَخَذْتِ السَّمَاوَاتُ رَجْفَةٌ أَوْ قَالَ: رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ خَوْفًا مِنَ اللَّهِ عز وجل،

****

 قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُوحِيَ بِالأَْمْرِ» فهذا فيه: إثبات الإرادة لله سبحانه وتعالى وهي صفة من صفاته، دلَّت عليها الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية؛ فالله جل وعلا له إرادة، وإرادته على نوعين:

إرادة كونية، بها يخلق ويرزق، ويهدي ويضل، ويحيي ويميت.

وإرادة شرعية دينية بها يأمر عباده بما يصلحهم وينهاهم عما يضرهم، مثل قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ٢٦  وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا ٢٧ [النساء: 26 - 27] ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ [البقرة: 185]، هذه إرادة دينية، كما فصَّل ذلك أهل العلم.

«أَنْ يُوحِيَ» الوحي هو: الإعلام بسرعة وخفاء، وهو على نوعين: وحي إلهام ووحي إرسال.

وحي الإلهام: يكون بإلهام الله بعض المخلوقات ببعض الأمور مثل قوله - تعالى -: ﴿وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ [النحل: 68] أي: ألهمها، ومثل قوله - تعالى -: ﴿وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ [القصص: 7] ألهم الله أم موسى أن تعمل هذا العمل بولدها لما ولدته، وكان فرعون يقتِّل الذكور، فالله ألهمها أن تعمل هذا العمل من أجل نجاة موسى من هذا الجبار.


الشرح