×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ، صُعِقُوا وَخَرُّوا سُجَّدًا.

****

وأما وحي الإرسال فهو الذي ينزل به جبريل عليه السلام إلى الرسل.

«بِالأَْمْرِ» أي: بالشأن من شؤون الكون والمخلوقات، أو بالأمر من الوحي المنزل على الرسل، فهو عام.

فالأمر على نوعين: كوني وشرعي.

«تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ» تكلمًا يليق بجلاله، وهذا فيه: إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى

«أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْهُ رَجْفَةٌ، أَوْ قَالَ: رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ» هذا شك من الراوي، أي: إذا سمعت كلام الله يصيبها خوف وهيبة لكلام الله، وهذا فيه: أن الجمادات تدرك عظمة ربها، وتسبِّحه، وتعظمه كما قال سبحانه وتعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ [الإسراء: 44]، ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ [الشورى: 5]، وكما في قوله - تعالى -: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ [فصلت: 11]، في هذا: أن السماوات والأرض تتكلم، وأنها تسبح كما قال - تعالى -: ﴿وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ [البقرة: 74].

«فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ» يعني: سمع الملائكة كلام الله أيضًا.

«صُعِقُوا» بمعنى: أنهم يغشى عليهم من الخوف من الله عز وجل والهيبة والجلال، «وَخَرُّوا لِلَّهِ» يعني: ينحطُّون لله «سُجَّدًا» على وجوههم تعظيمًا لله وتعبدًّا لله.


الشرح