فَإِذَا سَمِعَ
ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ، صُعِقُوا وَخَرُّوا سُجَّدًا.
****
وأما وحي الإرسال
فهو الذي ينزل به جبريل عليه السلام إلى الرسل.
«بِالأَْمْرِ» أي: بالشأن من شؤون
الكون والمخلوقات، أو بالأمر من الوحي المنزل على الرسل، فهو عام.
فالأمر على نوعين:
كوني وشرعي.
«تَكَلَّمَ
بِالْوَحْيِ» تكلمًا يليق بجلاله، وهذا فيه: إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى
«أَخَذَتِ
السَّمَاوَاتُ مِنْهُ رَجْفَةٌ، أَوْ قَالَ: رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ» هذا شك من الراوي،
أي: إذا سمعت كلام الله يصيبها خوف وهيبة لكلام الله، وهذا فيه: أن الجمادات تدرك
عظمة ربها، وتسبِّحه، وتعظمه كما قال سبحانه وتعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ
وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ﴾ [الإسراء: 44]، ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ
يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ﴾ [الشورى: 5]، وكما في قوله - تعالى -: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى
ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ
كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ﴾ [فصلت: 11]، في هذا: أن
السماوات والأرض تتكلم، وأنها تسبح كما قال - تعالى -: ﴿وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا
يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ
مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ﴾ [البقرة: 74].
«فَإِذَا سَمِعَ
ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ» يعني: سمع الملائكة كلام الله أيضًا.
«صُعِقُوا» بمعنى: أنهم يغشى
عليهم من الخوف من الله عز وجل والهيبة والجلال، «وَخَرُّوا لِلَّهِ» يعني:
ينحطُّون لله «سُجَّدًا» على وجوههم تعظيمًا لله وتعبدًّا لله.