قد يكون السجود قبل
الصعق، وقد يكون بعد الصعق؛ لأن الواو لا تقتضي الترتيب.
وفي هذا دليل على أن
الملائكة عباد لله، يخافونه ويهابونه.
وفي هذا ردٌّ على
المشركين الذين يعبدون الملائكة، ويزعمون أن الملائكة تُقرِّبهم إلى الله، كما
يُقرّب خاصة الملوك إلى الملوك من يريد قضاء حاجته منهم، قاسوا الخالق على
المخلوقين، تعالى الله عما يقولون، فهذا فيه ردٌّ عليهم، وهو أن الملائكة عباد،
كما قال - تعالى -: ﴿بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ﴾ [الأنبياء: 26]، عباد من عباد
الله، يخافون من الله، ويسجدون له والعبد لا يجوز أن يُعبَد، ولا أن يُدعى،
ويُستغاث به، وإنما يُعبد الله سبحانه وتعالى وهذا هو الذي ساق المصنِّف رحمه الله
هذا الحديث من أجله، وهو: الرد على المشركين الذين يتعلقون على المخلوقين في قضاء
الحاجات، وتفريج الكربات، وهو أنه إذا كانت الملائكة مع عظمتهم وقوتهم ومكانتهم -
بما فيهم جبريل عليه الصلاة والسلام - كانوا بهذه المثابة إذا سمعوا كلام الله،
دلَّ على أنهم ليس لهم من الأمر شيء، وأنه لا يجوز أن يُدعوا، ويُستغاث بهم، وإذا
كان هذا في حق الملائكة ففي حق غيرهم من باب أولى، فلا يجوز دعاء الصالحين، أو
الاستغاثة بهم، أو التقرب إليهم بالعبادة أو الذبح أو النذر أو غير ذلك، كل هذا
باطل، وشرك أكبر.
وفيه دليل على أن السماوات متعددة وأنها سبع طِباق كما قال - تعالى -: ﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗا﴾ [نوح: 15]،