فَيَكُونُ أَوَّلَ
مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ، فَيُكَلِّمُهُ اللهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا
أَرَادَ.
****
قال - تعالى -: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ
سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ﴾ [الطلاق: 12]، ﴿ٱلَّذِي
خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن
تَفَٰوُتٖۖ﴾ [الملك: 3]، ولكل سماء سكان من
الملائكة.
«فَيَكُونُ أَوَّلَ
مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ» يعني: من السجود.
«جِبْرِيلُ» وهو: أعظم
الملائكة، وهو موكل بالوحي، كما أن ميكائيل موكل بالقطر والنبات، وإسرافيل موكل
بالنفخ في الصُّور، وكل نوع من الملائكة له عمل، منهم ملائكة الموت، ورئيسهم مَلَك
الموت: ﴿تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام: 61]، ﴿قُلۡ
يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ﴾ [السجدة: 11].
وهناك ملائكة موكلون
بالأجِنَّة في الأرحام، كما جاء في الحديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ
خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ
عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ
إِلَيْهِ الْمَلَكَ وَيُؤْمَرُ بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ،
وَشَقِيُّ أوْ سَعِيدٌ» ([1]).
فهؤلاء موكَّلون
بالأجنَّة في الأرحام.
وهناك ملائكة موكَّلون بحفظ أعمال بني آدم، بكتابة الحسنات والسيِّئات يلازمون بني آدم، إلَّا في الأحوال الخاصة، دائمًا معهم في الليل والنهار يكتبون ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال طيِّبة أو رديئة، وهؤلاء يسمون بالحَفَظَة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3036)، ومسلم رقم (2643).