ثُمَّ يَمُرُّ
جِبْرِيلُ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ، كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءٍ سَأَلَهُ
مَلاَئِكَتُهَا: مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَيَقُولُ: قَالَ الْحَقَّ
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ؛ فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيلُ
([1]).
****
وهناك ملائكة
موكَّلون بحفظ الإنسان نفسه، يحفظون الإنسان من المخاطر، ورفع المؤذيات: ﴿لَهُۥ
مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ
ٱللَّهِۗ﴾ [الرعد: 11].
وهناك أنواع من
الملائكة لا يعلمهم إلاَّ الله.
«ثُمَّ يَمُرُّ
جِبْرِيلُ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ» هذا فيه: فضل جبريل عليه السلام وأن الله اختصه
بائتمانه على الوحي، وأن أهل السماوات يسألونه وهذا دليل على فضله كما قال - تعالى
-: ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ
رَسُولٖ كَرِيمٖ ١٩ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ
٢٠﴾ [التكوير: 19- 20]، يعني: ذا مكانة عند الله
سبحانه وتعالى ﴿مُّطَاعٖ
ثَمَّ﴾ [التكوير: 21] أي: في الملأ الأعلى، تطيعه الملائكة ﴿أَمِينٖ﴾ [التكوير: 21] أمين على الوحي، لا يزيد فيه ولا ينقص عليه الصلاة والسلام.
«كُلَّمَا مَرَّ
بِسَمَاءٍ» هذا كما سبق فيه دليل على تعدُّد السموات.
«سَأَلَهُ
مَلاَئِكَتُهَا» هذا فيه دليل على أن لكل سماء ملائكة خاصِّين بها.
«مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَيَقُولُ: قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ؛ فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيلُ» تعظيمًا لله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: ابن خزيمة في «التوحيد» (ص:144)، وابن أبي عاصم في «السنة» رقم (515)، والطبراني في «الشاميين» رقم (591).