×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وهذا فيه دليل على أن كلام الله حق لا ريب فيه، وأن الملائكة لا تعلم الغيب؛ ولذلك تسأل جبريل.

«وَهُوَ الْعَلِىُّ» هذا فيه إثبات العلو لله عز وجل والعلو ثلاثة أقسام: علو الذات. وعلو القدر. وعلو القهر. وكلها ثابتة لله سبحانه وتعالى.

فهو عليٌّ بذاته فوق مخلوقاته، وهو عليُّ القدر سبحانه وتعالى وهو عليُّ القهر، ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦ [الأنعام: 18] بجميع أنواع العلو.

وأهل السُّنَّة والجماعة يثبتون العلو بأنواعه الثلاثة.

أما المبتدعة فلا يُثبتون إلَّا علو القدر والقهر فقط، وأما علوُّ الذات فينفونه، ولا يثبتون العلو لله عز وجل تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

﴿ٱلۡكَبِيرُ[الرعد: 9] الذي لا أكبر منه سبحانه وتعالى كل المخلوقات صغيرة بالنِّسبة إلى الله سبحانه وتعالى ليست بشيء: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦ [الزمر: 67]، هذا من عظمته سبحانه وتعالى.

فدلَّ هذا الحديث على مسائل عظيمة:

المسألة الأولى: إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى، وهذا بإجماع أهل السُّنَّة والجماعة، لم يخالف فيه إلَّا المبتدعة.

المسألة الثانية: إثبات الإدراك للسماوات والخوف من الله، وأنها تُدرك عظمة الله، وتخافه، وهي جمادات، كما دلَّت على ذلك الأدلة الأخرى فإذا كانت السماوات تخافه، فكيف لا يخافه ابن آدم هذا الضعيف المسكين؟ كيف لا يخاف من الله سبحانه وتعالى ؟


الشرح