كَأَنَّهُ
سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ
قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ
ٱلۡكَبِيرُ﴾ [سبأ: 23].
فَيَسْمَعُهَا
مُسْتَرِقُو السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ»
وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ، فَحَرَفَهَا، وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
****
قوله: «كَأَنَّهُ» أي: كأن قوله -
تعالى - ويكَلُّمه - سبحانه - بالوحي.
«سِلْسِلَةٌ عَلَى
صَفْوَانٍ» تشبيه لصوت الوحي الذي يأتي إلى المَلَك، أو صوت المَلَك نفسه بصوت
السلسلة إذا جُرَّت على حجر أمْلَس.
«ينفذهم ذلك» أي: أن كلام الله
يبلغ إلى قلوبهم فيخافون.
«﴿حَتَّىٰٓ
إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ﴾» يعني: أُزيل عنها الفزع، تساءلوا بينهم: ماذا قال
ربكم؟.
﴿قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ﴾ أي قال بعضهم لبعض: قال الله الحق، لأن كلامه حق سبحانه وتعالى.
قال صلى الله عليه
وسلم: «فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ» المسترق هو: الذي يأخذ
الشيء بسرعة وخُفية، ومنه سمِّي السارق الذي يأخذ المال على وجه الخُفية والسرعة
حيث لا يراه أحد، ومسترق السمع، هو الشيطان الذي يخطف الكلمة من الوحي الذي تتكلم
به الملائكة في السماء، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ
فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ مُّبِينٞ﴾ [الحجر: 18].
«وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ» مَعناه: أن الشياطين يَعْلُو بعضها بعضًا حتى تصل إلى عنان السماء، كل واحد يركب على الآخر، من أجل استراق السمع.