×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

«وَوَصَفَ سُفْيَانُ» يعني: راوي الحديث، وهو سفيان بن عيينة، أحد كبار المحدِّثين المشهورين الثقات الإثبات رحمه الله.

يعني: وصف تراكمهم ووصف ركوب بعضهم فوق بعض في الجو.

«بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا» يعني: أمالها، وفرَّق أصابعها، والأصابع يكون بعضها فوق بعض، هذا معناه: أن سفيان أراد أن يوضِّح لتلاميذه والرواة عنه بالمثال المحسوس المشاهد عملية الشياطين في الهواء، فهذا فيه من وسائل التعليم: ضرب الأمثلة للطلاَّب حتى يفهموا، مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يفسِّر قوله - تعالى -: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ [الأنعام: 153]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يوضِّح هذه الآية بمثال محسوس: خطَّ خطًّا مستقيمًا على الأرض، وخطَّ عن يمينه وشماله خطوطًا، وقال للمستقيم: «هَذَا صِرَاطُ اللهِ» وقال للأخرى: «وَهَذِهِ السُّبُلُ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([1]) هذا توضيح للمعاني بالمحسوسات، وهي طريقة شرعية، وطريقة ناجحة في الإفهام، وهذا ما أراده سفيان رحمه الله من وصفه عمليَّة الشياطين في الهوى بكفه وجعْل أصابعه بعضها فوق بعض مفرَّجة من أجل أن يوضِّح لهم.


الشرح

([1])  أخرجه: الدارمي رقم (202)، وأحمد رقم (4142)، والحاكم رقم (2938).