×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ويأذن للشافع أن يشفع، ويرضى عن المشفوع فيه أن يُشفع فيه، وهو المؤمن الموحِّد الذي عنده ذنوب يستحق بها العذاب، فإذا أذن الله جل وعلا في الشفاعة فيه، فإنه تنفعه الشفاعة، ويَسْلم من العذاب بإذن الله عز وجل.

فدلَّ على أن الأمر كله الله سبحانه وتعالى وتُطلب الشفاعة وغيرها من الله، ولا يُتعلَّق على غيره، ولا تُصرف العبادة إلَّا له، ولا يُدعى إلاَّ هو سبحانه وتعالى ولا يجوز اتخاذ الوسائط بين الخلق وبين الله في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات وإجابة الدعوات، لا يجوز هذا، وإنما العباد يجب عليهم أن يتوجهوا إلى الله سبحانه وتعالى في عباداتهم، وفي دعواتهم، وفي سائر أمورهم، ومهمَّة الرسل هي: التبليغ عن الله سبحانه وتعالى أما أنهم يكونون وسطاء بين الله وبين خلقه في قضاء الحوائج فهذا أمر باطل، ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة: «هناك واسطة من أثبتها كفر، وواسطة من أنكرها كفر» فالواسطة التي من أنكرها كفر: هم الرسل في تبليغ أمر الله سبحانه وتعالى يعني: من جحد رسالة الرسول كفر؛ فالرسول واسطة بين الله وبين النَّاس في تبليغ الرسالة، أما الواسطة التي من أثبتها كفر، فهي: جعل الوسائط بين الخلق وبين الله في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، هذه من أثبتها كفر؛ لأن الله كفَّر المشركين في ذلك.

والله جل وعلا أمرنا أن نتوجَّه إليه مباشرة بدون أن نوسِّط أحدًا، أو نسأل بجاه أحد، أو بحق أحد، حتى ولو كان هذا الأحد له مكانة عند الله كالرسل والملائكة، الله لم يشرع لنا أن نوسطهم في قضاء حوائجنا،


الشرح