بل الله قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60] ما قال: ادعوني بواسطة فلان، أو وسِّطوا فلانًا بيني وبينكم، قال: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾، وفي الحديث: «يَنْزِلُ رَبُنَا سبحانه وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إَلَى سَمَاءِ الدُّنيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟» ([1]) فالباب مفتوح بينك وبين الله عز وجل لماذا هذا التعريج؟ وهذه الأباطيل التي تجعلها بينك وبين الله؟ اتصل بالله مباشرة، وهو سميع مجيب: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186] فهذا إبطال الوسائط التي يضعونها بينهم وبين الله، ويزعمون أنها تقربهم إلى الله زلفى، لا أصحاب القبور، ولا الأشجار، ولا الأحجار، ولا الأصنام، ولا أي مخلوق حتى ولا الأنبياء ولا الملائكة، الواسطة بين الله وبين خلقه في قضاء الحاجات أمر منفي، أما الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ الرسالات، فهذا أمر ثابت.
([1]) أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (10321)، والدارمي رقم (1480)، وأحمد رقم (16793).