وقوله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ
مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [سبأ: 22] الآيتين.
قال أبو العباس: «نفى
الله عما سواه كل ما يتعلَّق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره مِلْكٌ أو قِسْط
منه، أو يكون عونًا لله، ولم يبق إلَّا الشفاعة، فبيَّن أنها لا تنفع إلَّا لمن
أذن له الرب، كما قال: ﴿وَلَا
يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ﴾ [الأنبياء: 28].
****
ثم ذكر الشيخ قوله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾، وتمام الآيتين: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن
شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢ وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ
حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ
قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ
٢٣﴾ [سبأ: 22 - 23].
ثمَّ ساق رحمه الله
كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة في توضيح هذه الآية وتفسيرها، وختم به هذا الباب
العظيم، الذي هو: «باب الشفاعة».
وقد مضى الكلام في أول الباب وما فيه من آيات وأحاديث وما فيه من تفصيل في أمر الشفاعة؛ لأن أمر الشفاعة أمر مشكل من قديم الزمان وحديثه، لأن كثيرًا - أو جميع - من يقع منهم الشرك في العبادة بدعاء الأولياء والصالحين والموتى إذا سُئلوا وقيل لهم: هذا شرك، قالوا: لا. هذا ليس بشرك؛ لأننا لم نقصد أن نعبد من دون الله أحدًا، لأننا نعلم أن العبادة حق لله، ولكن هؤلاء أناس صالحون لهم