×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 مكانة عند الله، ومن العادة أن الإنسان إذا كان له حاجة عند السلطان أو عند الملك أنه لا يتقدم إليه بحاجته مباشرة؛ لأنه يخشى أن لا يُقبل منه أو لا يُعرف، فحتى لا يُردَّ طلبه يجعل بينه وبين المطلوب منه واسطة، فهذه الواسطة تشفع له عند من عنده طلب المحتاج. هذا حاصل ما يجيبون به.

وهو جواب باطل؛ لأن قياس الخالق على المخلوق قياس باطل، لأنَّ الله سبحانه وتعالى ينزَّه أن يقاس بأحد من خلقه، قال - سبحانه -: ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 74]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ [الإخلاص: 4] إلى غير ذلك مما بيَّن الله - سبحانه - أنه لا يجوز أن يُقاس بخلقه أو أن يشبَّه بخلقه لوجود الفرق العظيم بين الخالق والمخلوق، فإذا كان ملوك الدنيا تسوغ عندهم شفاعة الشافعين بغير إذنهم، فإن الخالق جل وعلا لا تسوغ عنده لأنه أعظم من ذلك؛ لأن ملوك الدُّنيا بحاجة إلى هؤلاء الشفعاء لإعانتهم على أمور الملك، فيشفعونهم من أجل أن يعينوهم على أمور الملك، أو لأن ملوك الدُّنيا لا يعلمون أحوال الرعيَّة، فهم بحاجة إلى من يبلِّغهم، أو لأن ملوك الدُّنيا لا يريدون قضاء الحوائج أحيانًا، ولا يريدون الرحمة حتى يأتي من الشفعاء من يتكلم معهم، حتى تتأثر قلوبهم بالعطف، وهذه الأمور كلها منتفية عن الله سبحانه وتعالى فهو ليس بحاجة إلى من يُعينه على أمور الملك؛ لأنَّه غني كريم، قادر على كل شيء، وليس


الشرح