×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ومعنى: ﴿زَعَمۡتُم أي: زعمتم أنهم ينفعون أو يضرون.

﴿مِّن دُونِ ٱللَّهِ أي: غير الله سبحانه وتعالى.

﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢  وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣، وذلك أن المدعو لا بد أن يتوفر فيه أحد هذه الأحوال:

الحالة الأولى: إما أن يكون مالكًا للمطلوب منه، فأنت إذا طلبت من أحد شيئًا فلا بد أن يكون مالكًا له، وهؤلاء المدعوون لا يملكون شيئًا مما يطلب منهم؟ إذًا دعاؤهم باطل، كيف تطلبون من أناس لا يملكون ما تطلبونه منهم فهم: ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ أي: ليس لهم ملك ولو قلَّ، والذَّرَّة معروفة هي أصغر شيء، إما أنها الهَبَاءَة التي تطير في الهواء، أو أنها: النملة الصغيرة التي لا وزن لها، ودائمًا يضرب الله هذا المثل: ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ٨ [الزلزلة: 7- 8] أقل شيء من الخير والشر: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ [النساء: 40] فالظلم منتفٍ عن الله سبحانه وتعالى قليله وكثيره، إذًا كيف تدعونهم وتطلبونه منهم؟ هذا من العبث، كيف تُعرضون عن الذي يملك السماوات والأرض ومن فيها، وهو الله، وتنصرفون إلى دعاء من لا يملك شيئًا، ﴿وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ.


الشرح