×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فهذه الشفاعة التي، يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما فناها القرآن، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ يَأْتِي فَيَسْجُدُ لِرَبِّهِ وَيَحْمَدُهُ لاَ يَبْدَأُ بِالشَّفَاعَةِ أوَّلاً ثُمَّ يُقَالَ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» ([1]).

وقال أبو هريرة له صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ ؟ قَالَ: «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ» ([2]).

****

الأربعة، فهي شفاعة باطلة، وإنما الشفاعة الصحيحة هي الشفاعة التي يتوفر فيها شرطان: الشرط الأول: أن تكون بإذن الله. الشرط الثاني: أن تكون في أهل التَّوحيد والإخلاص.

وفي حديث أبي هريرة لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ».

فدلَّ هذا الحديث على أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إذن الله -تعالى- بها لا تكون إلَّا لأهل الإخلاص، لا تكون لأهل الشرك، وأهل الإخلاص هم: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» أي: تلفَّظ بها، «خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ» لم يقلها بلسانه فقط، وإنما قالها عارفًا لمعناها، عاملاً بمقتضاها، معتقدًا لها بقلبه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7002)، ومسلم رقم (193).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (99).