فتلك الشفاعة لأهل
الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله.
وحقيقته: أن الله
- سبحانه - يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع؛
ليُكرمه وينال المقام المحمود.
****
أما الذي يقول: لا
إله إلاّ الله، وهو لا يعرف معناها، ولا ما تدل عليه، أو يعرف معناها، ولكنه لا
يعتقدها بقلبه، كحال المنافقين، فهذا لا تنفعه لا إله إلاّ الله، وليس له شفاعة
عند الله سبحانه وتعالى، إنما الشفاعة لأهل الإخلاص، وهم الذين ينطقون بهذه الكلمة
مخلصين لله عز وجل في قلوبهم ما تدل عليه هذه الكلمة من إفراد الله - تعالى -
بالعبادة.
فدلَّ هذا على أنه
لاحظَّ لأهل الشرك في الشفاعة.
إذًا كل هؤلاء
المشركين القدامى والمحدثين، هؤلاء الذين يأتون إلى القبور، ويجثون عندها على
ركبهم، ويتمرَّغون بجباههم على ترابها، ويذبحون لها، وينذرون لها، ويتمسحون بها،
ويقولون: هؤلاء أولياء يشفعون لنا عند الله. هؤلاء كلهم محرومون من هذه الشفاعة،
وفعلهم هذا تعب بلا فائدة، وضرر بلا منفعة؛ لأن هذا هو عين فعل المشركين السابقين.
والآية: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾، عامة في الملائكة، وفي الأولياء، والصالحين، وغيرهم، كل من دُعي من دون الله عز وجل فهو بهذه المثابة، لا يملك شيئًا ولا مثقال ذرة، ولا يشارك المالك، وليس هو ظهير للمالك، وليس هو شفيع عند المالك بشفاعة أهل الشرك، وأهل عبادة القبور، والأضرحة، والأشجار، والأحجار،