فالشفاعة التي
نفاها القرآن ما كان فيها شرك، ولهذا أُثبتت الشفاعة بإذنه مواضع.
وقد بيَّن النبي
صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلاَّ لأهل الإخلاص والتَّوحيد». انتهى كلامه
رحمه الله.
****
والأصنام، وغيرها، هؤلاء لاحظَّ لهم في الشفاعة،
كل هؤلاء القطعان الضائعة، هؤلاء الذين يأتون إلى هذه الأضرحة، وينفقون الأموال،
ويضيعون الأوقات، كلهم لا حظ لهم في الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى وإنما الشفاعة
لأهل التَّوحيد.
والسبب في جعل الله
سبحانه وتعالى هذه الشفاعة أنها إكرام للشافع، يأذن الله لمن شاء من عباده أن يشفع
إكرامًا له، مثل ما يحصل لمحمد صلى الله عليه وسلم في المقام المحمود، إكرامًا له
صلى الله عليه وسلم، ورحمة للمشفوع فيه إذا كان من أهل الشفاعة والرحمة، هذا هو
الحكمة في جعل الله هذه الشفاعة، فالأمر لله سبحانه وتعالى.
وبهذا يتبيَّن لنا
معنى الآيتين الكريمتين مع بيان شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الكلام الواضح.
وأبو العباس كنية
شيخ الإسلام ابن تيمية، واسمه: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية
الحراني، الحنبلي، الإمام المشهور.
وإنما يكنى أبا
العباس من باب التكريم له، ويجوز أن يكنى الإنسان ولو لم يكن له ولد يجوز أن يقال:
يا أبا فلان ولو لم يكن له ولد، من باب التكريم له؛ فالكنية تكريم للشخص، وإجلال
له.