كان الواجب على من
يدَّعي الإسلام، ويشهد أن لا إله إلَّا الله وأن محمدًا رسول الله؛ الواجب أن يرجع
إلى القرآن، وأن يتدبرَّ القرآن، وأن يعمل به، وأن يراجع سنة الرسول صلى الله عليه
وسلم، ويعمل بها، ولا يذهب مع التقاليد الفاسدة، أو يتبع ما كان عليه الناس، أو
الدعاوى الباطلة أن هذه القبور تنفع، أو أن هؤلاء الأموات ينفعون من دعاهم، أو من
تقرَّب إليهم، هذا كله إذا عُرِضَ على الكتاب والسنَّة تبيَّن بطلانه.
نعم. قد يقع لهؤلاء
الذين يدعون الأولياء أو القبور أن تحصل لهم حاجاتهم التي طلبوها، لكن هذا لا يدل
على صحة ما هم عليه؛ لأنهم قد يُعطون ما طلبوا من باب الفتنة، ومن باب الاستدراج،
أو أنه يصادف ذلك قضاءً وقدرًا من الله سبحانه وتعالى في إعطائهم هذا الشيء،
فيظنون أنه بسبب القبور، وهو في الواقع بقضاء الله وقدره، فحصول المطلوب لا يدل
على صحة الطلب، إنما الاحتجاج يكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا
بالعادات، والتقاليد، والحكايات، والمنامات، والخرافات، أو أن فلانًا قد حصل له
كذا، فلان ذهب إلى القبر الفلاني، فلانة ذهبت إلى القبر الفلاني فحملت، هذا ليس
بدليل أبدًا؛ لأن إعطاء الإنسان شيئًا مما يحتاج إليه، لا يدل على صحة ما ذهب
إليه، أو ما فعل من الشرك والعادات السيئة.
يقول شيخ الإسلام: «قد يرون عند القبور أو يسمعون عند القبور من يكلمهم، أو يخرج عليهم من القبر ويقول: أنا فلان الذي تطلب، وأنا أقضي حاجتك. يتمثل لهم الشيطان، ليس هو الميت، وإنما هو