بالله عز وجل بخلاف
ما يعتقده كثير من الخرافيين في هذا الزمان، يقولون: لا إله إلَّا الله، ويقولون:
يا حسين، ويا فلان، ويذبحون للموتى، ويستغيثون بهم، وهم يقولون: لا إله إلَّا
الله!!، بل لهم أوراد صباحية ومسائية يقولونها بالمئات، ثم يذبحون للضريح ويطوفون
به، ويستغيثون به.
فدلَّ على أن أبا
جهل أفهم منهم بمعنى لا إله إلاَّ الله؛ لأن أبا جهل فهم أن معنى لا إله إلَّا
الله: ترك عبادة الأوثان، وهؤلاء ما فهموا هذا، ما فهموا أن لا إله إلَّا الله
معناها؛ ترك عبادة القبور، وهذا من الفقه العظيم، وهذه هي العقيدة الصحيحة،
والداعي إلى الله يجب أن يفهم هذا الفقه، لأن هذا هو فقه الدعوة.
المسألة الثامنة: فيه الردُّ على
المرجئة، الذين يقولون: إن الإيمان هو مجرَّد المعرفة، فإذا عرف الإنسان بقلبه أنه
لا إله إلَّا الله وأن محمَّدًا رسول الله، ولو لم يعمل؛ فإنه يكون مسلمًا، لأن
الأعمال ليست شرطًا في الإيمان، بل مجرَّد المعرفة يكفي عندهم، وهذا باطل؛ لأنه لم
يعتبر معرفة أبي طالب لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم، لم تعتبر إسلامًا، والله -
تعالى - قال عن المشركين: ﴿فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ
ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33] فهم يعرفون أنه رسول الله، لكن الكِبر والحمية الجاهلية، جعلتهم لا يقبلون
الدعوة، مع أنهم يعرفونها بقلوبهم، والله جل وعلا حكى عن موسى عليه السلام أنه قال
لفرعون: ﴿لَقَدۡ
عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الإسراء: 102]، ففرعون عارف بقلبه
صحَّة