ما جاء به موسى،
ولكن منعه الكِبر والمعاندة، وقال - تعالى - عن المشركين: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ﴾ [النمل: 14] وأيضًا قوله - تعالى -: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ
ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي
ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ
ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ
وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ
فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ
ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ﴾ [الأعراف: 157] فاليهود يعرفون أنه
رسول الله - أيضًا - كما قال - تعالى-: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ
أَبۡنَآءَهُمۡۖ﴾ [البقرة: 146] يعرفون أنه رسول الله.
وكان أبو طالب يعرف
أنه رسول الله، وصرَّح بهذا في قصائده، يقول:
وَلَقَدْ عَلِمْتُ
أَنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ *** مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِينًا
لَوْلاَ
الْمَلاَمَةُ أَوْ حَذَارِ مَسَبَّةٍ *** لَرَأَيْتَنِي سَمْحًا بِذَاكَ مُبِينًا
يعني: الذي منعه هو
ما جاء في هذا الحديث، «أَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» وقال: «هُوَ
عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»، وهو يعرف أنه رسول الله.
المسألة التاسعة: فيه تحريم الاستغفار للمشركين، والترحُّم عليهم، وموالاتهم، ومحبتهم، لأن الله جل وعلا يقول: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113].