×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

«فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم » هذا فيه: أن الداعية لا ييأس، أي: طلب منه أن يقول: لا إله إلَّا الله.

«فَأَعَادَ عَلَيْهِ» أعاد عليه الرَّجلان قولتهم القبيحة: «أترغب عن ملَّة عبد المطّلب؟».

فعند ذلك أخذته الحميَّة الجاهلية، فقال: «هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» «هُوَ» هذا ضمير الغائب، يَحتمل أن الرَّاوي صرفه، ولم يقل: أنا، من باب كراهة هذا اللَّفظ.

وجاء في بعض الروايات: «أَنَا عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ».

«وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ومات - والعياذ بالله - على الشرك.

فعند ذلك النبي صلى الله عليه وسلم من شفقته على عمه، ولما رأى أنه مات على الشرك، وكان منه في حياته من النُّصرة والتأييد قال: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ»، هذا كله من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم، ومن مجازاته على المعروف، ووفائه صلى الله عليه وسلم.

«فأنزل الله سبحانه: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ» نهاه الله عن ذلك، ونهى المؤمنين؛ لأن المسلمين لما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمِّه قالوا: إذًا نستغفر لموتانا، فأنزل الله هذه الآية.

﴿مَا كَانَ أي: لا يليق ولا ينبغي، وهذا خبر معناه: النهي والتحذير.


الشرح