×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

لا يوفِّقه الله جل وعلا فمن تبيَّن له الحق ولم يقبله فإنه يعاقب بالحرمان -والعياذ بالله- يعاقب بالزَّيغ والضلال، ولا يقبل الحق بعد ذلك، فهذا فيه الحثُّ على أن من بلغه الحق وجب عليه أن يقبله مباشرة، ولا يتلكَّأ ولا يتأخر؛ لأنَّه إن تأخر فحريُّ أن يُحرم منه: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ [الصف: 5]، ﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡ‍ِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ ٍ [الأنعام: 110].

هذا الحديث مع الآية يدلان على مسائل عظيمة:

المسألة الأولى: فيه مشروعية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أتى عمه وهو في سياق الموت، من أجل ماذا؟ من أجل الدعوة إلى الله عز وجل ففيه: الدعوة إلى الله، وأن الداعية لا ييأس، ولا يقنط من القبول، أو يكسل عن مواصلة الدعوة، ويقول: النَّاس ما هم بقابلين، النَّاس ما فيهم خير، الإنسان يدعو إلى الله، مَنْ قَبِل فالحمد لله، ومن لم يقبل قامت عليه الحُجَّة، وحصل الأجر للداعية.

المسألة الثانية: في الحديث دليل على مشروعية عيادة المريض المشرك من أجل دعوته إلى الله عز وجل فإن الرسول عاد عمَّه وهو مشرك من أجل دعوته إلى الله.

المسألة الثالثة: - وهي مهمة جدًّا -: أن من قال: لا إله إلَّا الله فإنه يُقبل منه، ويُحكم بإسلامه، ما لم يظهر منه ما يُناقض هذه الكلمة من قول أو فعل، فإن ظهر منه ما يناقض هذه الكلمة حُكم بردَّته، أما ما لم يظهر منه ما يناقض هذه الكلمة، فإنه يُحكم بإسلامه، فإن كان


الشرح