×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

المدح والزيادة في ذلك منهي عنها في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حق غيره، ولكن في حق الرسول أعظم، لأن ذلك يؤدي إلى الشرك والكفر، فإن الغلو في مدح الأنبياء يؤدي إلى الشرك، كما حصل للنصارى واليهود حينما غلو في الأنبياء.

فمعنى قوله: «لاَ تُطْرُونِي» يعني: لا تزيدوا في مدحي.

«كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ» النصارى المراد بهم: أتباع عيسى عليه السلام، قيل: سُمُّوا نصارى نسبة إلى البلد: الناصرة في فلسطين، أو من قوله - تعالى -: ﴿قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ [آل عمران: 52]، وهم أهل ملَّة من الملل الكتابيَّة، ويسمَّوْن بالنصارى، أما أن يسمُّوا بالمسيحيين - كما عليه النَّاس الآن - فهذا غلط؛ لأنَّه لا يقال: المسيحيون إلَّا لمن اتبع المسيح عليه السلام أما الذي لم يتبعه فإنه ليس مسيحيًّا، وإنما هو نصراني، فاسمهم في الكتاب والسنَّة: النصارى.

كما أن اليهود نفروا من الاسم الخاص بهم في الكتاب والسنَّة وهو اليهود إلى إسرائيل، وإسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام فليسوا هم إسرائيل، وإنما هم اليهود. هذا هو اللفظ الموضوع لهم، الذي رُبطت به اللعنة والغضب من الله سبحانه وتعالى بسبب كفرهم بالله وعنادهم وتعنُّتهم، فهم اليهود.

نعم، يُقال: بنو إسرائيل - كما سمَّاهم الله بذلك - لأنهم من ذرية يعقوب عليه السلام في الغالب، وفيهم أناس يهود ليسوا من ذرية إسرائيل، لكن الغالب عليهم أنهم من بني إسرائيل.


الشرح