×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 «فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى أن نقول فيه الكلام الواقع واللاَّئق به صلى الله عليه وسلم، وهو أنه عبد الله ورسوله. فدلَّ هذا على أنه يُمدح صلى الله عليه وسلم بصفاته من غير زيادة ومن غير نقص، وهي: العبودية والرسالة، والله جل وعلا وصف محمَّدًا بأنه عبد في كثير من الآيات، في مقام التنزيل قال - تعالى -: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ[ [الكهف: 1]، ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1] وفي مقام الإسراء قال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا [الإسراء: 1]، والمعراج في قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨  فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩  فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ ١٠ [النجم: 8- 10]، وفي مقام التحدِّي وصفه الله بالعبودية قال - تعالى -: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [البقرة: 23].

ففي قوله: «عَبْدُ اللهِ» ردٌّ على الغلاة الذين يُغَالُون في حقه صلى الله عليه وسلم.

وفي قوله: «وَرَسُولُهُ» ردٌّ على المكذبين الذين يكذِّبون برسالته صلى الله عليه وسلم، والمؤمنون يقولون: هو عبد الله ورسوله.

هذا وجه الجمع بين هذين اللَّفظين، أن فيهما ردًا على أهل الإفراط وأهل التفريط في حقه صلى الله عليه وسلم.

وفيه: ردٌّ على الذين غلو في مدحه صلى الله عليه وسلم من أصحاب القصائد؛ كقصيدة البُردة والهمزية وغيرهما من القصائد الشركيَّة التي غلت في مدحه صلى الله عليه وسلم، حتى قال البوصيري:


الشرح