يَا أَكْرَمَ
الْخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ *** سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الْحَادِثِ
الْعَمَمِ
فنسي الله سبحانه
وتعالى
ثم قال:
إِنْ لَمْ تَكُنْ
فِي مَعَادِيَ آخِذًا بِيَدِي *** فَضْلاً وَإِلَّا قُلْ يَا زِلَةَ الْقَدَمِ
يعني: ما ينجيه من
النار يوم القيامة إلَّا الرسول.
ثم قال:
فَإِنَّ مِنْ
جُودِكَ الدُّنْيَا وَضُرَّتِهَا *** وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوحِ
وَالْقَلَمِ
الدُّنيا وَالآخرة
كلُّها من جود النبي صلى الله عليه وسلم، أما الله فليس له فضل، هل بعد هذا الغلو
من غلو؟.
واللَّوح المحفوظ
والقلم الذي كتب الله به المقادير هذا بعض علم النبي صلى الله عليه وسلم، ونسي
الله تمامًا - والعياذ بالله -.
وكذلك من نهج على
نهج البردة ممن جاء بعده، وحاكاه في هذا الغلو، هذا كله من الغلو في مدح النبي صلى
الله عليه وسلم ومن الإطراء.
أما المؤمنون
فيمدحون الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيه من الصفات الحميدة والرسالة والعبودية،
كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، كما عليه شعراء الرسول صلى الله عليه
وسلم الذين مدحوه وأقرَّهم، مثل: حسَّان بن ثابت، وكعب بن مالك، وكعب بن زُهير،
وعبد الله بن رواحة، وغيرهم من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين مدحوه
بصفاته صلى الله عليه وسلم، وردوا على الكفَّار والمشركين.
هذا هو المدح الصحيح المعتدل، الذي فيه الأجر وفيه الخير، وهو وصفه صلى الله عليه وسلم بصفاته الكريمة من غير زيادة ولا نُقصان.