×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ؛ فَإنِمَّا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ» ([1]).

****

 ثم قال المصنِّف رحمه الله: «وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ»»، هكذا ذكره المصنف رحمه الله من غير أن يذكر راويه، ومن غير أن يعزوه إلى مخرِّج من أصحاب الكتب، بل جعل مكان ذلك بياضًا.

والحديث رواه ابن عباس، وخرَّجه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه.

وهذا حصل في مُنْصَرَفه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من مزدلفة إلى منى من أجل رمي جمرة العقبة، ولما كان في الطريق بين مزدلفة ومنى قال لابن عباس: «الْتَقِطْ لِي الْحَصَى»، فلقط له سبع حصيات مثل حصى الخَذّف، وهي الصغار التي تُخْذَف على رءوس الأصابع، وهي أكبر من الحِمَّص بقليل، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة، ثمَّ نفضها والناس ينظرون إليه، ثمَّ قال صلى الله عليه وسلم: «أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ فَارْمُوا، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ»، وهذا يدل على أن الواجب علينا أن نتقيد بالعبادة كما جاءت.

فـ «إِيَّاكُمْ» هذه كلمة تحذير.

«وَالْغُلُوَّ» تقدم معناه، وهو: الزيادة على الحد المشروع، وهذا لا يجوز، وهو مردود وهلاك، بل نتقيَّد بضوابط العبادة كما جاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لنا تدخُّل في تحديد العبادة ومواقيتها


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (3057)، وابن ماجه رقم (3029)، وأحمد رقم (3248).