وصفاتها، وهيئاتها، وإنما يتبع في هذا ما دلَّ
عليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، علينا الامتثال فقط.
«فَإِنَّمَا
أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الْغُلُوُّ» مثل النصارى غَلَوْا في
عيسى عليه السلام يعني: فأخرجهم الغلو من الدين إلى الكفر - والعياذ بالله -
فهلكوا، وهم يريدون النجاة، لكن لما كانت طريقتهم غير مشروعة لم تحصل لهم النجاة،
وإنما حصل لهم الهلاك، فكل أحد يريد النجاة من غير أن يسلك طريقها فإنه هالك، لا
نجاة إلاَّ باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، مهما كلَّف الإنسان نفسه إذا خالف منهج
الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه غالٍ وهالك، وهو مشابه لمن كان قبلنا من الغلاة.
ففي هذا: التحذير من
الغلو في العبادات، والغلو في الأشخاص، والغلو في كل شيء، فالغلو في كل شيء ممنوع،
والمثل يقول: «كل شيء جاوز حدَّه انقلب إلى ضده»، كل غلو فهو طريق هلاك، وإنما
طريق النجاة هو الاعتدال والاستقامة: ﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ﴾ [هود: 112].
وما هلكت الخوارج
والمعتزلة وعلماء الكلام إلَّا بسبب غلوهم.
فالخوارج عندهم عبادة عظيمة، حتى إن الصحابة يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم، وعندهم قراءة للقرآن كثيرة، لكنهم لم يقتصروا على المشروع، زادوا - والعياذ بالله - حتى هلكوا، وكل من فعل هذا فإنه يهلك، والتجربة موجودة، وما وصل أحد من المتنطِّعين والغلاة إلى النتيجة المطلوبة أبدًا، وإنما يكون سبيلهم الهلاك في الدُّنيا والآخرة.