×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فهذا مما يحذَّر منه في هذا الزمان؛ لأن ظاهرة الغلو والتَّنطع كثرت إلاَّ من رحم الله عز وجل وذلك لمَّا فشا الجهل في النَّاس جاء الغلو وجاءت المخالفات بتزيين شياطين الإنس والجن.

فالواجب علينا أن نحذر من هذا، وأن نلزم طريق الاستقامة في كل شيء.

أما المعتزلة فغلَوْا في تنزيه الله، حتى نفَوْا صفاتِ الله التي وصف بها نفسه، هذا من الغلة.

والممثلة غَلَوْا فِي إثبات الصفات، حتى شبَّهُوا الخالق بالمخلوق، فغَلَوْا في ذلك، فَضَلُّوا - والعياذ بالله -.

وأهل السنَّة والجماعة توسطوا؛ فأثبتوا لله الأسماء والصفات كما جاءت، تنزيهًا بلا تعطيل، هذا نفي للغلو في التنزيه، وإثباتًا بلا تمثيل، هذا نفي للغلو في الإثبات، فهم توسطوا.

أما المعتزلة فهم غلوا في التنزيه حتى نفوا الصفات.

والممثلة غلوا في الإثبات حتى شبهوا الله بخلقه، تعالى الله عما يقولون.

والخوارج والمعتزلة غلوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى خرجوا على أئمة المسلمين، ومن أصولهم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمعنى: الخروج على الأئمة.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلوب، ولكن في حدود الشريعة، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيَّرهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ


الشرح