ولمسلم عن ابن
مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا
ثَلاَثًا([1]).
****
فَبِلِسَانِهِ،
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ» ([2]) فجعل الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب حسب الاستطاعة، ولم يأمر بالخروج على الولاة،
ونقض البيعة، والتفريق بين المسلمين، وهذه طريقة المعتزلة والخوارج.
والخوارج خرجوا على
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وانتهى بهم الأمر إلى أن قتلوه رضي
الله عنه، هذا كله بسبب الغلو، بزعمهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فسبب
لهم هذا الهلاك، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّمَا أَهْلَكَ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الْغُلُوُّ». فالغلو هلاك في الدُّنيا، وهلاك في الآخرة،
ولا يأتي بخير أبدًا، ودين الله بيَّن الغالي فيه والجافي عنه، دين الله وسط: ﴿وَكَذَٰلِكَ
جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا﴾ [البقرة: 143]، وسط بين الغلو
وبين الجفاء، وهذه الأمة عدول خيار، ليس فيهم غلو، وليس فيهم جفاء، وإنما فيهم
الاعتدال، هذا هو طريق النجاة دائما وأبدًا.
قال: «ولمسلم» يعني روى الإمام
مسلم رحمه الله في صحيحه.
«عن ابن مسعود» عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، الصحابي الجليل، والعالم الكبير، الذي يُعدُّ من أكابر علماء الصحابة، وإليه المرجع في الفتوى، ورواية الحديث، وغير ذلك، فهو من أكابر الصحابة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، رضي الله تعالى عنه،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2670).