×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

والمطلوب من الخطيب والمحاضر والمتكلم والمدرس: أن يتكلم في حدود ما يفهمه الحاضرون، وما هم بحاجة إليه في أمور دينهم، وفي أمور معاملاتهم وأخلاقهم، هذا هو المطلوب.

وأن يكون قصده نفع الحاضرين، وتعليم الحاضرين، لا يكون قصده إظهار شخصيته، وإظهار فصاحته، فهذا هالك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ».

فلنحذر من هذا حينما نتكلم في درس، حينما نخطب في جمعة، أو عيد أو استسقاء، حينما نلقي محاضرة، علينا أن نراعي حالة الحاضرين، وأن نأتي من الكلام بما يفهمونه، وما يستفيدون منه، وأيضًا يكون بأسلوب سهل، لا نتعمَّد المجيء بأساليب لا يفهمونها، كلمات لا يفهمونها، يختار الموضوع المناسب، والأسلوب المناسب، واللغة التي يفهمونها. هذا الذي يريد الخير للناس، ويريد تعليم الناس.

أما الذي يريد أن يُظهر نفسه على حساب الناس، فهذا هو المتنطع، وهذا لا يفيد شيئًا، ويَخرج كما دخل من غير فائدة.

فعلينا أن نتنبَّه لذلك، لئلا نكون من المتنطعين في الكلام.

وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: «حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (127).