×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 أما التنطع في الاستدلال فهو: طريقة أهل الكلام وأهل المنطق الذين عدلوا عن الاستدلال بالكتاب والسنَّة إلى الاستدلال بقواعد المنطق، ومصطلحات المتكلمين.

والمنطق هذا من أين جاء؟ وقواعد المنطق من أين جاءت؟ جاءت من اليونان، استجلبوها واستعملوها في الإسلام، وتركوا الاستدلال بالكتاب والسنَّة، وقالوا: إن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين، وإنما الذي يفيد اليقين هو الأدلة العقلية - بزعمهم - فبذلك هلكوا.

الواجب أن يكون الاستدلال بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنَّة وإجماع المسلمين والقياس الصحيح كما عليه علماء أهل السنَّة والجماعة، ولهذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «حُكْمِي فِي أَهْلِ الْكَلاَمِ، أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَيُطَافُ بِهِمْ فِي الْعَشَائِرَ وَالْقَبَائِلَ، هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَخَذَ فِي الْكَلاَمِ».

يترك كلام الله وكلام رسوله ويأتي بقواعد المنطق، حتى في العقائد وهو ما يسمونه الآن علم التَّوحيد، يسمون علم المنطق، وعلم الكلام: علم التَّوحيد، ولذلك وقعوا في الهلاك، وضلوا وأضلوا، وقد انتهى أمرهم إلى الحيرة، كما شهد بذلك أكابرهم، وبعضهم عند الوفاة أشهد الحاضرين بأنه مات وهو لا يعرف شيئًا، مع أنه أفنى عمره في علم الكلام والجدل والمنطق، هذا مآل المتنطعين - والعياذ بالله - وشهاداتهم على أنفسهم موجودة؛ مما يدل على صدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ».


الشرح