×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ونبيِّن هنا ما يُستفاد من هذه الأحاديث باختصار:

المسألة الأولى: التحذير من الغلو في مدحه صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك يؤدي إلى الشرك، كما أدى بالنصارى إلى الشرك.

المسألة الثانية: فيه الرد على أصحاب المدائح النبوية التي غَلَوْا فيها في حقه صلى الله عليه وسلم؛ كصاحب البردة وغيره.

المسألة الثالثة: فيه النهي عن التشبه بالنصارى؛ لقوله: «كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ».

ومن الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم: إحياء المولد كل سنة؛ لأن النصارى يحيون المولد بالنسبة للمسيح على رأس كل سنة من تاريخهم، فبعض المسلمين تشبَّه بالنصارى فأحدث المولد في الإسلام بعد مضي القرون المفضلة، لأن المولد ليس له ذكر في القرون المفضلة كلها، وإنما حدث بعد المائة الرابعة، أو بعد المائة السادسة لما انقرض عهد القرون المفضلة، فهو بدعة، وهو من التشبه بالنصارى.

المسألة الرابعة: فيه مشروعية مدحه صلى الله عليه وسلم بصفاته الكريمة: عبد الله، ورسوله، الداعي إلى الله، بلَّغَ البلاغ المبين، جاهد في الله حق جهاده، كل هذا من صفاته صلى الله عليه وسلم؛ فذكره طيِّب.

المسألة الخامسة: يُستفاد من ذلك: كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، وأنه حذَّرها من الإطراء في حقه صلى الله عليه وسلم، وحذَّرها من الغلو، وحذَّرها من التنطع.

ثلاثة أساليب جاء بها صلى الله عليه وسلم: الإطراء والغلو والتنطع. نوَّعها صلى الله عليه وسلم من باب التأكيد والتحذير من الغلو.


الشرح