×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 الاشتراك، فلا يمكن أن يكون خليل الله وخليل أحد من الخلق؛ لأن الخُلَّة لا بد أن تكون لواحد، لا تقبل الاشتراك، والخُلَّة هي أعلى درجات المحبة، كما قال الشاعر:

تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحِ مِنِّي *** وَبِذَا سُمِّي الْخَلِيلُ خَلِيلاً

وعباد الله وأنبياؤه كلهم يشتركون في المحبة، فالله يحب التوابين، ويحب المتطهرين ويحب المتقين، ويحب المحسنين، أما الخُلَّة فهي لم تحصل إلاَّ لاثنين فقط، هما: محمَّد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم، كما في قوله تعالى ﴿وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا [النساء: 125]، أما بقية الأنبياء والمؤمنين فإن الله يحبهم ويحبونه كما جاءت بذلك النصوص.

ثمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً» يعني: على فرضِ لو صحَّ لي وجاز لي أن أتخذ من أمتي خليلاً.

«لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً» فهذا فيه فضيلة أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - وأنه أحبُّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأبو بكر كنيته، أما اسمه: فعبد الله بن عثمان، ولُقِّب بالصديق لكثرة صدقه مع الله سبحانه وتعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم ومع عباد الله؛ فهو كثير الصدق، رضي الله تعالى عنه.

وفي قوله: «وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً» هذا فيه إشارة إلى استخلاف؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا في آخر حياته، كما أنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ولما قيل له عن عمر؛ أبى وغضب، وأمر أن يُؤمر أبو بكر أن يصلِّي بالناس، فهذا فيه إشارة إلى خلافته.


الشرح