أَلاَ وَإِنَّ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ! إِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1]).
****
وفي ذلك رد على
الرافضة الذين يُبغضون أبا بكر الصديق، ويطعنون في خلافته وخلافة إخوانه: عمر
وعثمان، ويقولون: إن الخلافة لعلي بعد الرسول، وإنما الصحابة اغتصبوها، وظلموا
عليًّا، هكذا يقولون - قبحهم الله -.
ولذلك يلعنون أبا
بكر، ويلعنون عمر، ويسمونهما بصنمي قريش، قبَّحهم الله وأخزاهم.
ثمَّ قال صلى الله
عليه وسلم: «أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» «ألا»: حرف تنبيه،
«وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» يعني أن اليهود والنصارى.
«أَلاَ فَلاَ
تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ» كرَّر كلمة «أَلاَ» مرة ثانية لأجل
التنبيه والتأكيد. ومعنى اتخاذها مساجد أي: مصليات.
ثمَّ لم يقتصر على
هذا، بل قال: «إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» تأكيد بعد تأكيد، لأهمية
هذا الأمر.
واتخاذ القبور مساجد
على معنيين:
المعنى الأول: وهو المراد بهذا الحديث -: اتخاذها مصليات يُصلَّى عندها وإن لم يُبن مسجد، كما يأتي.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (532).