×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فقد نهى عنه في آخر حياته، ثمَّ إنه لعن - وهو في السياق - من فعله.

****

 المعنى الثاني: أن يُبنى عليه مسجد كما حصل في القرون المتأخرة.

وأول من بني المساجد على القبور -كما يقول الشيَّخ: تقي الدين - هم: الشيعة الفاطميون في مصر والمغرب، ثمَّ قلَّدهم الخرافيون الذين ينتسبون إلى أهل السُّنَّة من الصوفية وغيرهم، وبنوا على القبور، وهذا إنما حدث بعد القرون المفضلة، التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم نقل الشَّيخ رحمه الله كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: «فقد نهى عنه في آخر حياته» يعني: قبل أن يموت بخمس؛ كما في حديث جُندب.

«ثم إنه لعن - وهو في السياق- » في سياق الموت، كما في حديث عائشة الذي سبق قالت: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا، فقال وهو كذلك - يعني: في هذه الحالة الحرِجة -: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». قالت عائشة رضي الله عنها: «يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا,وَلَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» ([1])


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1324)، ومسلم رقم (529).