أما الصومعة فهي معبد خاص لفرد من النصارى يخلو
فيه، وينقطع عن الدنيا؛ فالصومعة للأفراد من النصارى، وأما الكنيسة فهي للجميع.
«وَمَا فِيهَا مِنَ
الصُّورِ» يعني: من صور الصالحين.
«أُولِئَكِ» بالكسر خطاب لأم
سلمة، ويجوز الفتح: «أُولِئَكِ» خطاب للمذكر، ولكن الكسر أشهر؛ لأنَّه يخاطب
امرأة.
«أُولِئَكِ إِذَا
مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوِ الْعَبْدُ الصَّالِحُ» هذا شك من الراوي:
هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم رجل أو عبد، وهذا من تحرّيهم رضي الله عنهم في
الرواية، وأنه لم يجزم باللّفظ الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
«بَنَوْا عَلَى
قَبْرِهِ مَسْجِدًا» أي: مصلى، فالمراد بالمسجد هنا: المصلى والمتعبَّد،
يعني: اتخذوا عليه كنيسة يتعبَّدون فيها، فسمي مسجدًا.
«وَصَوَّرُوا فِيهِ
تِلْكَ الصُّوَرَ» أي: صور الصالحين، ينصبونها في هذا المكان، من باب
الغلو في الصالحين وتخليد شخصياتهم، واتخاذ التماثيل تخليدًا للشخصيات من هذا
الباب، هو من باب تعظيم الصالحين، أو تعظيم العظماء، ولو كانوا من غير الصالحين
كالرؤساء والسلاطين والملوك، وهذا لا يجوز في الإسلام؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، ولا
سيَّما في مواطن العبادة، لا سيما في المساجد ومحلات العبادة، فهذا الأمر أشد.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» فدلَّ على أن من بنى المسجد على القبر، أو صوَّر الصور ونصبها؛ أنه من شرار الخلق.