×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

هؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل.

ولهما عنها قالت: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ - وَهُوَ كَذَلِكَ -:

****

 «جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل» فتنة القبور هي الغلو في القبور، وتعظيم القبور حتى تتخذ متعبدات، هذه فتنة عظيمة في الأمم السابقة وفي هذه الأمة.

والفتنة الثانية: فتنة التماثيل، وهي فتنة قديمة كما في قصة قوم نوح، فقوم نوح إنما وقع الشرك فيهم بسبب نصب التماثيل، ووقع الشرك في اليهود بسبب تمثال العِجل الذي عمله السامري، ووقع الشرك في النصارى بسبب نصب التماثيل، ويُخشى أن يقع الشرك في هذه الأمة بسبب نصب التماثيل للعلماء والعباد الصالحين، فهذه فتنة عظيمة، حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: «ولهما» أي: البخاريِّ ومسلم.

«عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ» يعني: نزل به الموت عليه الصلاة والسلام.

«طَفِقَ» طَفِقَ: من أفعال الشروع عند أهل اللغة، أي: جعل يفعل كذا.

«يَطْرَحُ خَمِيصَةً» أي: يضعها، والخميصة: كساء له أعلام، أي فيه خطوط.

«عَلَى وَجْهِهِ» يغطِّي وجهه صلى الله عليه وسلم بها وهو في هذه الحالة.

«فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا» أي: ضيَّقت نَفَسَهُ عليه الصلاة والسلام.

«كَشَفَهَا» من أجل أن يتنفَّس.


الشرح