«لَعْنَةُ
اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ».
يُحَذِّرُ مَا
صَنَعُوا، وَلَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ
يُتَّخَذَ مَسْجِدًا ([1]). أخرجاه.
****
وإيمانه، وإن كان ضعيفًا، أما إذا كان عنده شرك
أكبر، فهذا لا فائدة في أعماله، لو ترك المحرمات كلها، وأدى الواجبات كلها ما عدا
تجنُّب الشرك، فإنه لا فائدة في أعماله كلها.
فكيف إذًا نهتم
بجوانب فرعية، أو جوانب جزئية، ونترك هذا الأمر الخطير يعِجُّ في جسم الأمة
الإسلامية، ولا نحذِّر منه، ولا ندعوا إلى تركه، ولا نسعى في إزالته عن الأمة؟
هذا هو صميم الدعوة،
هذا هو الذي جاءت الرسل من أولهم إلى آخرهم للتحذير منه، كل رسول يقول لقومه: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا
تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗا﴾ [النساء: 36]؛ لأن العبادة لا تنفع مع وجود الشرك، فهذا أمر
عظيم.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» اللعنة هي:
الطرد والإبعاد من رحمة الله.
واليهود: الأمة المغضوب عليها،
والنصارى: الأمة الضالة.
﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7] المغضوب عليهم: اليهود، ومن اقتدى بهم من هذه الأمة، ممن علم ولم يعمل بعلمه، والضالون هم: النصارى الذين يعبدون الله على غير علم، بل بالبدع والمحدثاث والخرافات من النصارى وكل من اقتدى بهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1324)، ومسلم رقم (529).