×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

«اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ» يعني: أمكنة للعبادة يصلون عندها، يدعون الله عندها، ظنًّا منهم أن العبادة عند القبور أفضل من العبادة في الأمكنة الأخرى، مع أن الصحيح هو العكس، لأن العبادة عند القبور لا تجوز؛ لأنها وسيلة إلى الشرك.

قالت عائشة رضي الله عنها: «يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا» أي: أن الذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم على أن يقول هذه الكلمة في هذه الحالة الحرِجة: أنه يحذِّر أمته مما صنع اليهود والنصارى، فيفعلوا بقبر نبيهم ما فعل اليهود والنصارى مع قبور أنبيائهم. الذي حمله على هذا تحذير هذه الأمة لئلا تعمل هذا العمل، فلا تتخذ القبور مساجد، سواء بُني عليها أو لم يُبن عليها، إذا بُني عليها فالأمر أشد، وإذا لم يُبنَ عليها، وصلِّي عندها، ودعا عندها فكذلك، هذا من اتخاذها مساجد كما يأتي.

«وَلَوْلاَ ذَلِكَ» أي: ولولا الخوف من أن يحصل عند قبره صلى الله عليه وسلم مثل ما حصل عند قبور أنبياء بني إسرائيل.

«أُبْرِزَ قَبْرُهُ» أي: لدفن في مكان بارز يراه الناس.

«غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ» بالفتح، أو «خُشِيَ» بالضم.

«أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» يعني: مكان صلاة ودعاء، كما فعل اليهود والنصارى عند قبور أنبيائهم.

فقطعًا لهذه الذريعة وسدًّا لهذا الباب دُفِنَ عليه الصلاة والسلام في بيته في حجرة عائشة، داخل الجدران وتحت السقف، لا يراه أحد.


الشرح