وعن ابن عباس رضي
الله عنه قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ،
وَالْمُتَّخِذَاتِ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ، وَالسُّرُجَ» ([1]) رواه أهل السنن.
****
قال: «وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم » اللعن هو: الطرد والإبعاد عن رحمة
الله عز وجل.
ومعنى «لَعَنَ
رَسُولُ اللهِ»: دعا عليهم باللعنة.
فهذا فيه دليل على
لعن أصحاب الكبائر.
«زَائِرَاتِ
الْقُبُورِ» أي: النساء اللاتي تزور القبور.
فدلّ هذا على تحريم
زيارة النساء للقبور، وهذا مذهب الجمهور أهل العلم، أنه لا يجوز للنساء أن تزور
القبور لهذا الحديث.
قال العلماء: لأن
المرأة ضعيفة، فإذا رأت قبر قريبها من ابنها، أو أبيها، أو أخيها، أو زوجها، فإنها
لا تملك نفسها من النياحة ومن الجزع.
وأيضًا: المرأة
عورة، فإذا ذهبت إلى المقابر واختلطت بالرجال حصل من ذلك فواحش وزنى وشر، لأنها
فتنة، كما هو الواقع الآن عند الأضرحة من اختلاط النساء بالرجال، وما يحصل من
المفاسد.
وذهب بعض العلماء إلى جواز زيارة النساء للقبور أخذًا من عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ بِالآْخِرَةِ» ([2])، قالوا: هذا لفظ عام يدخل فيه الرجال والنساء.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3236)، والترمذي رقم (320)، والنسائي رقم (2043).