﴿أَفَرَءَيۡتُمُ
ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾ [النجم: 19] قال: «كان
يَلُتُّ لهم السُّويق، فمات، فعكفوا على قبره». وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس:
«كان يَلُتُّ السُّويق للحاجِّ».
****.
«في قوله تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾» هذه أسماء أصنام العرب.
اللاَّت في الطائف،
والعزى في مكَّة عند عرفات، ومناة على طريق المدينة بالمشلَّـل عند قُدَيْد، كان
يُحرِم منها المشركون إذا جاءوا للحج والشاهد من ذلك: اللاَّت.
«قال: كان يَلُتُّ
لهم السُّويق» ولَتُّ السويق هو: خلطه بالسمن.
كان هذا الرجل يعمل
هذا العمل من أجل إطعام النَّاس، يعني: يُحسن إلى النَّاس، فأحبوه، وتعلقت قلوبهم
به؛ لأنَّه يبذل الطعام، فلما مات عكفوا على قبره حتى صار وثنًا.
«فَمَاتَ، فعكفوا
على قبره» دلَّ على أن الغلو في قبور الصالحين يصيِّرها أوثانًا تُعبد من دون الله؛
لأن اللات رجل صالح ما صار قبره وثنًا إلَّا بسبب الغلو فيه، والعكوف عند قبره.
«وكذا قال أبو
الجوزاء» وأبو الجوزاء هو: سفيان بن عبد الله الرَّبَعي.
«عن ابن عباس قال: كان يَلُتُّ السُّويق للحاج» هذا مثل رواية ابن جرير، في أن اللات اسم رجل غلو في قبره حتى صار وثنًا يعبد.