النساء والذرية والساكنين فيها على طاعة الله،
وصارت هذه البيوت مدارس خير، يتخرج منها المسلم الموحد.
أما إذا كانت هذه
البيوت خالية من ذكر الله، فإن أهلها يعيشون في الجهل، ويعيشون في الغفلة، ويصيرون
مثل الموتى، فما بالكم إذا خلت البيوت من ذكر الله، وجُلب إليها وسائل الشر من
الأفلام الخليعة، وجلب إليها الدش الذي يستقبل محطات التلفزيون من العالم بما فيها
من فساد وخلاعة ومجون وكفر وإلحاد وشرور عظيمة، كلها تدخل في هذا البيت بواسطة هذا
القرص الشيطاني الذي ينُصبه صاحب البيت على سطحه، أو في حوشه أو في جانبه، ماذا
تكون هذه البيوت؟ تكون بيوتًا للشيطان، لا تكون مقابر فقط، وإنما تكون مآوي
للشياطين - والعياذ بالله - ويتخرج منها أشرار من الذرية والنساء، يصاحبهم عدم
الحياء، وعدم الغيرة، وحب الشر، والحرص على تنفيذ ما يرونه في هذه المبثوثات من
الشرور، وفساد الأخلاق، وفساد الأمور، سيطبقون هذه الأمور التي يرونها ويشاهدونها،
وتؤثر على أخلاقهم وعلى عفتهم، ويتكاسلون عن الصلاة، بل يضيعون الصلاة بسببها،
ويقولون: هذا العالم المتحضر، انظروا إلى العالم ماذا يفعلون؟ هذه هي الحياة، وهذه
الحضارة، وهذا هو الرُّقي، نحن مشتغلون بأمور بعيدة عن الحياة.
سيقولون هذا شئتم أم أبيتم أيها الآباء، وأنتم السبب في هذا، أنتم المسئولون أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، الله قال لكم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ