عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ
قُبُورًا، وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ
صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» ([1]) رواه أبو داود
بإسناد حسن، ورواته ثقات.
****
فالتَّوحيد ليس هو
الذي يفرق الناس، بل العكس؛ الذي يفرق النَّاس هو الشرك، والعقائد الفاسدة،
والبدع، والمنهجيات هذه هي التي تفرق الناس، أما التَّوحيد والاتباع للرسول صلى
الله عليه وسلم فهذا هو الذي يوحد الناس، كما وحَّدهم في أول الأمر، ولا يُصلح آخر
هذه الأمة إلاَّ ما أصلح أولها.
ثلاث كلمات قالها
صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:
الكلمة الأولى: قوله صلى الله
عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» يعني: لا تعطلوا
البيوت من ذكر الله، ومن صلاة النافلة، وتلاوة القرآن، لأنها إذا عُطِّلت صارت مثل
القبور، لأن القبور ليس فيها عمل، خاوية خالية، حفر مظلمة، إلاَّ من نورها الله
عليه بنور الإيمان الذي سبق لهم في الحياة الدنيا.
فهذا فيه العناية بالبيوت، بيوت المسلمين، وأن تُعَمَّرَ بِذِكر الله، وبتلاوة القرآن، وصلاة النافلة، والإكثار من ذكر الله، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بأن تُجعل النوافل التي لا تُشرع لها الجماعة كلها في البيوت، أما الفرائض فإنها تكون في المساجد، وذلك لعمارة البيوت؛ لأنها إذا عمرت بذكر الله ابتعدت عنها الشياطين، ونشأ أهل البيوت من
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وابن ماجه رقم (1377)، وأحمد رقم (8804).