×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

صفاته أن يتساهل في أمر الشرك؟ لا. بل اللاَّئق به أن يبالغ أشد المبالغة في حماية الأمة من الشرك، وقد فعل صلى الله عليه وسلم، فقد سدَّ كل الطرق الموصلة إلى الشرك بالأحاديث التي مرت في الأبواب السابقة.

هناك ناس الآن يقولون: لا تذكروا الشرك، ولا تذكروا العقائد، يكفي التسمِّي بالإسلام، لأن هذا ينفِّر النَّاس ويفرق الناس، اتركوا كلًّا على عقيدته، دعونا نجتمع ولا تفرقونا.

يا سبحان الله!!، نترك الشرك ولا نتكلم في أمر التَّوحيد من أجل أن نجمع الناس؟!!.

وهذا الكلام باطل من وجوه:

أوَّلاً: لا يمكن اجتماع النَّاس إلاَّ على العقيدة الصحيحة.

وثانيًا: ما الفائدة من الاجتماع على غير عقيدة، هذا ماذا يؤدي إليه؟ لا يؤدي إلى نتيجة أبدًا.

فلا بد من الاهتمام بالعقيدة، ولا بد من تخليصها من الشرك، ولا بد من بيان التَّوحيد، حتى يحصل الاجتماع الصحيح على الدين، لا يجمع النَّاس إلاَّ التَّوحيد، لا يوحد النَّاس إلَّا كلمة: لا إله إلَّا الله؛ قولاً وعملاً واعتقادًا.

هذا هو الذي جمع العرب على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعلهم أمة واحدة هو الذي يجمعهم في آخر الزمان، أما بدون ذلك فلا يمكن الاجتماع مهما حاولتم، فلا تتعبوا أنفسكم أبدًا، هذا من الجهل أو من المغالطة.


الشرح